((::: بعث الوحدة الوطنية أساسه :::))

اكد الرئيس الدكتور سليم الحص أن «اية محاولة لبعث الوحدة الوطنية ستكون عبثية ما لم نتفق على جملة بديهيات ابرزها ان الكارثة سببها اسرائيل، وحصيلة الحرب كانت نصراً مبيناً للمقاومة»، مكرراً الدعوات الواردة في «مذكرة التفاهم» التي اقرها رؤساء الحكومة السابقون ومنها «التسليم بمبدأ التوافق بشأن الانتخابات الرئاسية توقيتاً وتسمية، وتصحيح العلاقة مع سوريا، وإعادة تنشيط الحوار الوطني ولو اقتضى الامر، اذا امكن، وبالتوافق، إقامة حكومة اتحاد وطني».
كلام الحص جاء في كلمة ألقاها في حفل إفطار غروب يوم امس اقامه منبر الوحدة الوطنية (القوة الثالثة) في فندق فينيسيا تكريماً لرؤساء الحكومة السابقين «لمبادرتهم وإطلاقهم «مذكرة التفاهم» لإنقاذ الوطن».
الا أن اللافت كان حضور الرئيس رشيد الصلح وحده الى جانب الحص، وغياب المكرمين الآخرين الرؤساء عمر كرامي، ونجيب ميقاتي وأمين الحافظ (الثلاثة من طرابلس)، الاول لأسباب خاصة، والثاني لوجوده في المملكة العربية السعودية، والثالث لدواعٍ صحية. كذلك اعتذر عن عدم الحضور ثلاثة من أركان فريق 14 آذار هم الرئيس امين الجميل والنائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود، حرص الرئيس الحص على توجيه الدعوات اليهم بعدما التقاهم خلال جولاته على القادة السياسيين لمناقشة «مذكرة التفاهم».
في المقابل، سجل حضور بارز لعدد من نواب كتلة الإصلاح والتغيير التي يرأسها العماد ميشال عون، حيث مثل الأخير النائب إدغار معلوف، كما مثل رئيس الجمهورية نجله النائب اميل اميل لحود، ومثل رئيس البرلمان النائب علي بزي، وشارك في الحفل رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني وممثلون عن المفتي قباني والبطريرك صفير والعلامة محمد حسين فضل الله ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى وقادة «حزب الله»، وعدد كبير من الوزراء والنواب السابقين ورؤساء احزاب وهيئات وشخصيات سياسية ممن يصنفون في خانة المعارضة.
وقد استهلّ الحص كلمته بالتوقف عند «حال الشرذمة المستعصية التي تعيشها البلاد»، معدداً القضايا التي يختلف فيها اللبنانيون عارضاً المعالجات المنشودة، التي طلعت بها «مذكرة التفاهم» في بنودها الثمانية، لافتاً الى أن البند الاول يركز على المنطلقات الوطنية «لاعتقادنا الراسخ أن أي محاولة لبعث الوحدة الوطنية أو ترميمها ستكون عبثية ما لم نتفق على جملة بديهيات، منها أن الكارثة كان سببها إسرائيل، فهي التي قتلت ودمرت وهجّرت بلا حساب، وهي التي امتنعت عن مبادلة الأسرى مع أن لها تاريخاً طويلاً بمبادلة الأسرى بالأسرى والأسرى بجثث».
وقال الحص إن «حصيلة الحرب كانت نصراً مبيناً للمقاومة وبالتالي للبنان اجمع، لا بل وللعرب اجمعين. وذلك باعتراف الاسرائيليين انفسهم».
ورأى الرئيس الحص انه «لن يكون ثمة موجب لاستمرار المقاومة المسلحة بعد معالجة قضية مزارع شبعا وتحرير الأسرى اللبنانيين في المعتقلات الإسرائيلية، والاستحصال على ضمانات بعدم مواصلة إسرائيل اعتداءاتها على لبنان جوّاً وبحراً وبرّاً».
وأضاف: «دعونا الى التسليم بمبدأ التوافق بشأن الانتخابات الرئاسية توقيتاً وتسمية، كما دعونا الى التلاقي على ضرورات الإصلاح الشامل، بدءاً بالإصلاح السياسي، ومفتاحه قانون انتخاب عادل. ودعونا إلى توطيد أواصر لبنان العربية بدءاً بتصحيح العلاقة مع الشقيقة سوريا. والإيمان بعروبة لبنان لا يجيز القفز فوق دمشق إلى عواصم عربية أخرى أو أي عواصم غربية».
وأوضح الحص أن «مذكرة التفاهم» أكدت «الحرص على إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي لملاحقة الجناة في الجريمة النكراء التي أودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على أن يكون تنظيمها منسجماً مع القانون اللبناني ومقتضيات العدالة المجردة، بحيث لا تستغل المحكمة سياسياً في الداخل أو الخارج».
وأعلن الحص مبادرة تنطلق من احتمالين «الاول، أن تعتمد المذكرة منطلقاً للحوار، والثاني، إذا تعذر استئناف مؤتمر الحوار الوطني، أن تطرح على المناقشــــــــــة في مجلس الوزراء حيث قد يترجم بعض مضامينها قرارات، ومجلس النواب حيث قد يترجم بعض مضامينها تشريعات».